إعادة بناء المملكة العربية السعودية




في شهر رجب 1233هـ، الموافق مايو 1818م، غادر إبراهيم باشا نجدًا بأمر من والده محمد علي باشا.[1] وتبع ذلك أن جرت محاولات وطنية لإعادة بناء دولة نجدية؛ أولها: محاولة محمد بن مشاري آل معمر، سنة 1234هـ/1819م، والذي حاول إعادة إعمار مدينة الدرعية وإصلاحها، ومن ثَم انتقل إليها. لكن ابن معمر لم يستمر طويلاً في تلك المحاولة؛ حيث استطاع مشاري بن الإمام سعود، شقيق آخر حكام الدولة السعودية الأولى، الهرب من معسكر المصريين والعودة إلى الوشم، ومن ثَم انتقل بعدها إلى الدرعية، حيث حاول ابن معمر محاربته ولكنه لم يستطع، فأظهر مبايعته لمشاري، ثم بايعه أهل سدير والمحمل وحريملاء وأهل الدرعية والكثير من أهل الوشم، إلا أن ابن معمر كان يضمر تحالفا مع آبوش آغا، قائد الحامية العثمانية، لمعاونته مقابل تبعيته للدولة العثمانية وطاعته لأوامرها، وبالفعل تلقى الدعم العسكري، فدخل الدرعية وسيطر على الحكم مجددًا وخلع مشاري بن سعود وسلمه للحامية العثمانية التي توفي في سجونها.[2] وفي الوقت الذي عاد فيه بعض أفراد آل سعود الهاربين، أمر الأمير محمد أبن معمر بالغزو، فحارب أهل السلمية واستولى عليها وعلى اليمامة، ثم ذهب إلى الدلم حيث بايعه صاحبها، ثم عاد إلى الدرعية.[3] وفي الوقت الذي دخل فيه ابن معمر الدرعية كان تركي بن عبد الله آل سعود قد دخل الدرعية قادماً من الرياض على رأس جيش من العشائر الموالية له سنة 1236هـ/1821م، فخلع ابن معمر وقتله.

عادت الحامية المصرية لحصار الدرعية، فخلعت تركي بن عبد الله آل سعود الذي فرّ منها ورجاله إلى الحلوة، ولم يعد إليها إلا سنة 1824 حينما انسحب الجيش المصري من شرق الجزيرة العربية؛ حيث جُرِّد للحرب ضد استقلال اليونان عن العثمانيين، ويعتبر انشغالُ جيش محمد علي بالحرب اليونانية لحظة فارقة مكنت لعودة آل سعود إلى الحكم مرة أخرى.[2]



تعليقات